اقتصاد العمل الحر تطور إلى شيء أكثر قتامة—يمكن تسميته وضع البقاء 2.0. في جميع أنحاء الولايات المتحدة، جزء متزايد من القوى العاملة لم يعد يكتفي بأعمال جانبية لكسب مال إضافي فقط. بل أصبحوا يوازنون بين عدة وظائف في الوقت نفسه لمجرد البقاء على قيد الحياة.

لماذا هذا التحول؟ التضخم يلتهم القوة الشرائية مثل النمل الأبيض في بيت خشبي، في حين أن الرواتب ظلت تقريباً ثابتة. نمو الأجور الحقيقي؟ أشبه بجمود الأجور الحقيقي. تكلفة المعيشة تستمر في الارتفاع—الإيجارات، البقالة، الرعاية الصحية—لكن زيادات الرواتب لا تواكب ذلك.

فماذا يفعل الناس؟ يجمعون بين الوظائف. دوام صباحي هنا، عمل جزئي مسائي هناك، عمل حر في عطلة نهاية الأسبوع بين الاثنين. الدافع ليس الطموح وراء هذا الاتجاه—إنها الضرورة. الاستقرار الذي كانت توفره مصادر الدخل الفردي في الأجيال السابقة؟ أصبح ترفاً في هذه الأيام.

ظاهرة تعدد مصادر الدخل ليست مجرد رقم في إحصائيات التوظيف. إنها عرض لضغوط اقتصادية أعمق تتصاعد. عندما يحتاج العامل العادي لعدة مصادر دخل للحفاظ على مستوى حياة أساسي، عليك أن تتساءل ماذا سيحدث عندما تجف هذه المصادر أو عندما يصاب بالإرهاق.

والنقطة الأهم: هذا ليس مستداماً على المدى الطويل. رأس المال البشري له حدود. الإنتاجية تنهار عندما يتم إنهاك الناس أكثر من اللازم. السؤال ليس هل سينهار هذا النموذج—بل متى، وماذا سيأتي بعد ذلك حين يحدث.