قام مجلس الاحتياطي الفيدرالي للتو بخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، لكن قد تكون مخطئًا إذا اعتقدت أن هذا بالضرورة هو صافرة الانطلاق لسوق العملات المشفرة.

من حيث الأخبار، يبدو الأمر إيجابيًا: خفض أسعار الفائدة، وتوقعات بتحسن السيولة. لكن التحول يكمن في التفاصيل. خطاب باول في وقت متأخر من الليل هو اللحظة الحاسمة فعلاً، والسوق ينتظر بترقب لمعرفة ما إذا كان سيفاجئ الجميع ويضغط على المكابح. السبب بسيط: التضخم ما زال عالقًا عند 3%، والبيانات الاقتصادية لم تنهار، لذا فإن خفض الفائدة هذه المرة أشبه بالاستمرار في السياسة المعتادة وليس إشارة حقيقية إلى التيسير. إذا أطلق باول لهجة متشددة، فمن المحتمل أن نشهد سيناريو كلاسيكي: "الإيجابية تنتهي فور إعلانها وتتحول إلى سلبية".

لكن القصة ليست بهذه البساطة.

تقرير داخلي من بنك أمريكي كشف عن معلومة رئيسية: ديسمبر مجرد بداية، وربما يكون يناير القادم هو الحدث الأهم. السوق يستخدم التوقعات للضغط على الفيدرالي—ضعف البيانات يعزز توقعات خفض الفائدة، أما قوة البيانات فتعني تخفيف ضغط التضخم، مما يفتح الباب أيضًا لخفض الفائدة. هذا المنطق "سواء هكذا أو هكذا، النتيجة تيسير" بدأ يتشكل بصمت.

لو تعمقنا أكثر، هناك ثلاث طبقات من المنطق:

أولاً، السياسة تتحول من "قيادة الفيدرالي" إلى "ضغط السوق". عندما تسبق التوقعات السياسة، فإن بوابة السيولة ستُفتح عاجلاً أم آجلاً.

ثانيًا، الخبرة التاريخية لا تكذب. في 2019 تحول السياسة، في 2020 ضخ السيولة الكبير، في 2023 الموافقة على صناديق المؤشرات (ETF)، كل دورة سيولة جديدة تبدأ، الأصول عالية المرونة تنفجر أولاً. BTC وETH وSOL هذه الأصول دائمًا لديها أسباب لجذب السيولة.

ثالثًا، التقلب هو اسم آخر للفرص. قد يشهد السوق تقلبات عنيفة في الأشهر الستة القادمة، لكن وسط هذا اللايقين، الأموال الذكية تبني مراكز طويلة الأجل، والمحافظ المتحفظة تنتظر تصحيحات كافية للدخول.

بكل وضوح، عصا القيادة لدى الفيدرالي بدأت تُنتزع من السوق. من "ما يقوله البنك المركزي هو السائد" إلى "السوق يجر الأمور خلفه"، هذا التحول نفسه يعني أن ميزان السيولة بدأ يميل. هل أنت مستعد لالتقاط الموجة القادمة؟