في صباح يوم الأربعاء، كانت تنبيهات برامج متابعة السوق تصدر واحدة تلو الأخرى. خلال ثلاثين دقيقة فقط، اخترق البيتكوين مستوى سعر رئيسي، وانخفض بنسبة 6%، وبعض الأصدقاء الجدد في المجموعة بدأوا يسألون: "هل سنصل للصفر؟". كنت أشرب قهوتي وألقي نظرة على بيانات الخلفية، ولم أشعر بالذعر—مسار الهبوط هذا واضح جدًا، ليس بسبب أي خبر سلبي مفاجئ، كل ما في الأمر أن وزارة الخزانة الأمريكية مع الاحتياطي الفيدرالي قاما بسحب السيولة معًا، وكل شيء كان معلنًا وواضحًا.

خلال سنوات عملي في هذا المجال، شهدت الكثير من الارتفاعات والانخفاضات الحادة في منتصف الليل، ونجوت حتى من التصفيات المتتالية في السوق الهابطة. اليوم سأشرح لكم ما الذي حدث بالضبط وراء هذا الهبوط الحاد، حتى نفهم المنطق، ولن تجدوا أنفسكم في ارتباك أو ضحية في المرة القادمة التي تواجهون فيها موقفًا مشابهًا.

# # جوهر الهبوط الحاد: ثلاث قوى تسحب السيولة من السوق في نفس الوقت

الكثير من الناس يعتقدون بشكل تلقائي أن أي هبوط في سوق العملات الرقمية يعني أن "الكبار يضحكون على الصغار". لكن هذه المرة ليس الأمر كذلك—السيولة ذهبت للاعبين أكبر وأقوى. هناك ثلاث نقاط رئيسية:

**وزارة الخزانة الأمريكية تضخ السندات لسحب السيولة**
في الفترة الأخيرة، ضجت الأخبار حول توقف الحكومة الأمريكية، والواقع أن حساب الخزانة كان على وشك النفاد. في الأسبوع الماضي، أصدرت وزارة الخزانة بشكل طارئ سندات قصيرة الأجل بقيمة 1630 مليار دولار، وكأنها تقول للسوق "أخرجوا أموالكم". المستثمرون المؤسسيون لم يكن لديهم خيار سوى سحب الأموال من الأسهم والعملات الرقمية وغيرها من الأصول الخطرة لشراء السندات. تخيل أن خزان المياه تم سحب كمية كبيرة منه، من الطبيعي أن ينخفض مستوى الماء. هذا الاستنزاف القسري لا علاقة له بجودة الأصول، بل هو نقل إجباري للسيولة.

**الاحتياطي الفيدرالي يبدد آمال خفض الفائدة**
في الأسبوع الماضي، قال أحد مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي: "اتجاه السياسة المستقبلية لم يتضح بعد"، وهذا التصريح حطم آمال السوق في خفض الفائدة. كنت أتابع البيانات في ذلك الوقت، واحتمالية خفض الفائدة في ديسمبر انخفضت من 70% بشكل مباشر