كثير من الناس صدقوا خرافة: في العقود إذا توقعت الاتجاه صح، الفلوس بتنزل في جيبك زي المطر.

اصحى شوي.

إيش الفايدة لو توقعك صح؟ إذا جاء وقت التصفية بتتصفى، وإذا جاء وقت الخسارة بتخسر حتى تبدأ تشكك في ذكاءك.

أول ما دخلت السوق، خلال نص سنة خسرت 80 ألف. أتعس شيء إيش؟ كل صفقة توقعت الاتجاه صح، لكن كل صفقة خسرت فيها بشكل فادح.

بعدين جمعت كل أوامر التسوية وحطيتها قدامي، قعدت أراقبها ليلة كاملة، وقتها فهمت—

أنا ما خسرت من السوق، أنا خسرت من الفخاخ والأساليب اللي انحطيت فيها.

**الفخ الأول: الاندفاع هو الشيطان**

أول ما يتحرك السوق شوي، أقول "يا ساتر السوق بينطلق!" وأدخل بعصبية، أزود رأس مالي، وأدخل بكامل السيولة. والنتيجة؟ صانع السوق يعكس عليك بشمعة هابطة قوية، وتتبخر الهامش فوراً.

الإحساس كأنك ركبت قطار الموت ولسه ما ربطت الحزام، وفجأة القطار يمشي بالعكس.

**الفخ الثاني: وقف الخسارة الميكانيكي يدمرك**

3% وقف خسارة، 5% وقف خسارة، شكله كلام احترافي صح؟ في عالم العقود هذا اسمه "توزيع الهدايا لصناع السوق في أوقات محددة".

انضربت بثلاثة اختراقات وهمية، وبعدين شفت السوق يمشي بالضبط زي ما توقعت. وقتها كنت أراقب الشموع وكنت أبغى أكسر الكيبورد.

**الفخ الثالث: دخول كامل السيولة دفعة وحدة**

في العقود إذا دخلت بكامل السيولة، أنت واقف على حافة الهاوية. حتى لو اتجاهك صح، السوق يهتز شوي وحسابك يتحول لصورة تذكارية برصيد صفر.

يوم تصفيت، جلست أراقب التنبيه على الشاشة، وحسيت نفسي فاضي من جوه، يدي ترجف وما قدرت حتى أمسك الماوس.

بعدين أجبرت نفسي أتعلم الدرس بالطريقة الصعبة، وكتبت لنفسي ثلاث قواعد ذهبية:

1. **مستحيل أدخل بكل السيولة** — دائماً أقسم رأس المال لثلاثة أجزاء
2. **وقف الخسارة يكون مع الحركة** — لا تخلي العواطف تقرر عنك
3. **إذا الصورة غير واضحة، أبقى خارج السوق** — وقت عدم اليقين، الجلوس هو أقوى قرار

بهذه الطريقة، خلال سنة تحولت من "خبير تصفية" إلى شخص يربح باستقرار. الحساب تضاعف ثلاث مرات بدون ما أحس.

تذكر شيء واحد: في عالم العملات، اللي ينجو مو اللي يتوقع بدقة، هو اللي ما يموت.

كل الألغام اللي مشيت عليها، وكل الفخاخ اللي شفتها، موجودة هنا.

الطريق قدامك، أنت وقرارك.