مؤخرًا وأنا أتصفح الساحة، أرى شكاوى في كل مكان عن سوء أوضاع عملات الميم والعملات البديلة.

الكثير يلقون اللوم على "نقص السيولة" أو "جفاف الأموال"، لكن هذا في الحقيقة أبسط تفسير للموضوع.

ما هي الحقيقة؟ من زمان تغيرت قواعد اللعبة في السوق من الأساس.

هل تتذكر أيام زمان لما كان مجرد قصة ملفقة ترفع العملة؟ هذا الزمن انتهى تمامًا. اللاعبين اليوم أصبحوا أذكى، والحيل القديمة لم تعد تنفع.

سبب انهيار العملات البديلة يرجع إلى مشكلتين رئيسيتين: غياب الابتكار + فقاعة التقييمات.

شوف مشاريع العملات الصغيرة في السنوات الأخيرة، تسعة من كل عشرة مجرد لعب على المفاهيم — لا منتج، لا تطبيق، لا مستخدمين، كل شيء معتمد على عرض تقديمي أو ورقة بيضاء. زمان كان ممكن يضحكون على الناس ويجمعون فلوس، اليوم؟ مستحيل.

الأسوأ من هذا أن نظام التقييمات انهار. وقت السوق الصاعد، الصناديق الاستثمارية كانت ترفع المشاريع بشكل جنوني، والمشروع ما نزل السوق إلا وتقييمه بمليارات، أول ما يدخل المستثمر الصغير يصير في قمة الجبل وما يقدر يطلع، هل تعتقد أن هذا الأسلوب ممكن يستمر؟

حاليًا تدفق الأموال صار يشبه سوق الأسهم الأمريكي — المشاريع الكبرى تسيطر بشكل مخيف. 10% من المشاريع الجيدة تستحوذ على 90% من السيولة. والباقي؟ مجرد زوايا مهجورة. حتى أصحاب المشاريع فهموا اللعبة، أول ما ترتفع العملة شوي الكل يبيع، فصاروا يتركونها ولا يتحركون. النتيجة: العملة تنهار من أول يوم، والثقة تنهار كليًا.

عشان تكسب اليوم، لازم تغير أسلوبك.

لا تحلم بفكرة الاستثمار طويل الأمد وقيمة المشروع، قانون البقاء اليوم هو: قصير، سريع، وحاسم. اقتنص الفرصة وقت الانفجار، خذ مكسبك واطلع فورًا، لا تتردد أبدًا. لو تأخرت لحظة، ما تلحق حتى على الفتات.

الدورة القادمة أكيد فيها فرص، لكن المنافسة بتكون أشرس. وقتها ما ينفع الحظ، اللي يصنع الفرق هو سرعة قرارك ودقة تنفيذك.

باختصار: سوق العملات البديلة تحول من "عصر الربح السهل" إلى "حلبة قتال على حد السكين". اللي يتكيف مع القوانين الجديدة يعيش، واللي يعيش كويس يصير نادر جدًا.