قد يلاحظ الأصدقاء الذين يراقبون السوق مؤخرًا ظاهرة غريبة: سعر العملات المستقرة مقابل الريال الصيني ينخفض، بل كسر حاجز 6.95، لكن البيتكوين والإيثيريوم وغيرهما من العملات الرئيسية في ارتفاع.

الكثيرون بدأوا يتحمسون ويظنون أن السوق على وشك الانطلاق. لكن بصراحة، هذا النوع من الوضع يجعلني أشعر بالقلق.

ماذا قد يحدث وراء الكواليس؟ أعتقد أن هناك عدة احتمالات:

**أولاً، ليس هناك أموال جديدة دخلت السوق**
غالبًا عندما ترتفع أسعار العملات، يظن الناس أن أموالاً جديدة دخلت السوق. لكن في الواقع، قد يكون الأشخاص الذين كانوا يحتفظون بالعملات المستقرة لم يستطيعوا التحمل أكثر وبدأوا بتحويلها إلى عملات رئيسية—وبذلك ترتفع الأسعار، لكن العملات المستقرة يتم بيعها فينخفض سعرها. الأموال هي نفسها، فقط تدور داخل السوق.

**ثانياً، قد يكون هناك من يتعمد رفع الأسعار**
عندما لا توجد أخبار جديدة في السوق، يقوم البعض باستخدام أموال مركزة لدفع الأسعار للأعلى، ليخلقوا جوًا من “السعر لم يعد ينخفض” أو “سيبدأ السوق بالانطلاق”، لجذب المستثمرين الصغار للدخول. هذه الطريقة فعّالة جداً عندما تكون معنويات السوق ضعيفة.

**ثالثاً، انخفاض سعر العملات المستقرة له أسباب أخرى**
انخفاض سعر العملات المستقرة لا يعني أن الأموال الدولارية تتدفق إلى سوق العملات الرقمية. الأكثر احتمالاً أن هناك تغييرات في العرض والطلب في السوق المحلي خارج البورصة، مثل تشديد قنوات السحب أو تغييرات في البيئة التنظيمية، وهذه أمور تختلف تمامًا عن تدفق رؤوس الأموال الدولية.

---

**لماذا أقول إن هذا الصعود فيه مشكلة؟**

حدثت حالات مماثلة من قبل: ترتفع أسعار العملات، لكن لا توجد أموال جديدة حقيقية تدخل السوق. هذا النوع من الارتفاع غالبًا لا يدوم طويلًا. بمجرد انتهاء عمليات تبديل المراكز داخل السوق، أو إذا توقف من يرفع الأسعار عن اللعب، فقد ينهار السعر فجأة كما لو انقطع التيار الكهربائي.

الاتجاه الحالي المنفصل عن الواقع يبدو أشبه بـ:
- تبديل المراكز بدافع القلق من قبل أموال السوق الداخلية
- ارتداد تقني مدفوع بالمشاعر قصيرة الأمد
- وليس انتعاشاً حقيقياً ناتجاً عن تحسن الأساسيات

لذا إذا رأيت العملات ترتفع وفكرت في اللحاق بها، أنصحك أن تهدأ قليلاً أولاً، وتنظر من يشتري ولماذا. لا تدع ارتفاع الأسعار السطحي يخدعك.