هل "صدمة العرض" الناتجة عن تخفيض مكافأة تعدين البيتكوين فعلاً بهذه القوة؟

أولاً، لنوضح المفهوم – ما يسمى بصدمة العرض تعني أن عدد البيتكوينات الجديدة التي يستخرجها المعدنون يومياً يتم تقليصه إلى النصف. يبدو الأمر وكأنك ضغطت زر الإيقاف على إمداد السوق، وأصبحت العملات الجديدة نادرة فجأة. منطقياً، عندما يقل العرض ويزيد الطلب، يجب أن يرتفع السعر، صحيح؟

لكن الواقع قد لا يكون بهذه البساطة.

السؤال الأول: هل سيعيد التاريخ نفسه؟
بعد كل تخفيض سابق للمكافأة، ارتفع السعر بالفعل، لكن هذه كانت قاعدة استُنتجت بعد وقوع الأحداث. المختلف هذه المرة أن السوق كله يراقب العد التنازلي على التقويم، والجميع ينتظر ارتفاع السعر بعد التخفيض. عندما يتم استيعاب التوقعات بالكامل مسبقاً، هل يمكن أن يصبح الحدث نفسه نقطة تحول حيث "ينتهي أثر الخبر الإيجابي"؟ رؤوس الأموال الكبيرة ليست ساذجة.

السؤال الثاني: العملات الجديدة أقل، لكن القديمة ما زالت موجودة
التخفيض يؤثر فقط على العرض الجديد، لكن هناك بالفعل كمية هائلة من العملات القديمة متراكمة في السوق. هذه العملات القديمة يمكن بيعها في أي وقت، وتقلص المعروض الجديد لا يعني بالضرورة انخفاض إجمالي الكمية المتداولة. في جوهرها، هذه لعبة بين حاملي العملات القدامى، من سيصمد ومن سيبيع أولاً.

السؤال الثالث: المعدنون قد يتحركون مبكراً
التخفيض يعني أن دخل المعدنين سيُخفض للنصف، لكن تكلفة الكهرباء لن تنخفض. بعض المعدنين، لتعويض خسائرهم، قد يبيعون مخزونهم من البيتكوين بشكل مكثف قبل أو بعد التخفيض مباشرة. وقد تكون موجة البيع هذه أقوى وأسرع مما تتوقع.

خلاصة القول:
ما يدفع السعر فعلياً ليس الحدث ذاته، بل الفارق بين الحدث وتوقعات السوق. عندما يكون الجميع مستعداً لمواجهة الصدمة، قد يكون الأثر قد تم تسعيره مسبقاً.

تخفيض المكافأة ليس زر ارتفاع تلقائي للسعر، بل هو أشبه بلعبة بين التوقعات والواقع.