
ما هو التحليل الفني؟ التحليل الفني يمثل أداة أساسية يعتمد عليها المتداولون والمستثمرون لفهم حركة الأسعار في الأسواق، وتحديد أنماط التداول، واستكشاف فرص التداول المحتملة. تساعد مؤشرات التحليل الفني المحللين على تصفية التشويش، وتتبع زخم السوق، وقياس تقلب الأسعار. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل خمسة من أبرز وأشهر مؤشرات التحليل الفني: مؤشر القوة النسبية (RSI)، المتوسط المتحرك (MA)، مؤشر تقارب وتباعد المتوسطات المتحركة (MACD)، مؤشر القوة النسبية العشوائي (StochRSI)، و Bollinger Bands (BB).
يعد مؤشر القوة النسبية (RSI) من أكثر مؤشرات الزخم استخداماً في التحليل الفني، حيث يُستخدم أساساً لتحديد ما إذا كان الأصل في حالة شراء مفرط أو بيع مفرط. يُحسب هذا المؤشر من خلال قياس حجم التغيرات الأخيرة في الأسعار، مع إعداد افتراضي لفترة 14 دورة—فمثلاً 14 يوماً في الرسم البياني اليومي، أو 14 ساعة في الرسم البياني لكل ساعة. تظهر قيمة RSI كمذبذب يتراوح بين 0 و100.
عملياً، عندما تكون قيمة RSI أعلى من 70 يعتبر الأصل في حالة شراء مفرط وقد يتعرض لتصحيح، بينما إذا كانت أقل من 30 فقد يدل ذلك على بيع مفرط وفرصة للارتداد. مع ذلك، يجب التنبه إلى أن هذه القيم ليست إشارات بيع وشراء مطلقة. على سبيل المثال، في حال ارتفاع السعر مع تراجع زخم RSI، قد يشير ذلك إلى أن البائعين يقتربون من السيطرة على السوق. ونظراً لإمكانية ظهور إشارات خاطئة أو مضللة من RSI، من الضروري لدى اتخاذ القرار الجمع بينه وبين أدوات تحليل فني أخرى.
المتوسط المتحرك من أبسط الأدوات وأكثرها أهمية في التحليل الفني، ويكمن دوره الرئيسي في تنعيم حركة الأسعار وتحديد اتجاه الاتجاهات السوقية. ويُعد مؤشراً لاحقاً للحركة، إذ يُحسب بناءً على بيانات الأسعار التاريخية. أكثر الأنواع شيوعاً هما المتوسط المتحرك البسيط (SMA) والمتوسط المتحرك الأسي (EMA).
يتم حساب SMA من خلال متوسط الأسعار خلال فترة محددة، مثل SMA لعشرة أيام الذي يمثل متوسط أسعار آخر عشرة أيام. أما EMA فيعطي وزناً أكبر للأسعار الحديثة، ما يجعله أكثر استجابة للحركات الأخيرة. تؤثر مدة المتوسط المتحرك على حساسية المؤشر؛ فالمتوسط المتحرك لـ200 يوم يستجيب ببطء أكبر لتغيرات الأسعار مقارنة بمؤشر 50 يوم.
يستخدم المتداولون في التطبيق العملي العلاقة بين السعر ومتوسط متحرك معين لتحديد الاتجاه. مثلاً، استمرار السعر فوق المتوسط المتحرك لـ200 يوم يعد إشارة صعودية. كما تعد تقاطعات المتوسطات المتحركة من الإشارات المهمة أيضاً؛ فعندما يهبط المتوسط المتحرك قصير الأجل (مثل MA لـ100 يوم) دون المتوسط المتحرك طويل الأجل (مثل MA لـ200 يوم)، فقد يشير ذلك إلى بداية اتجاه هابط.
يُعد MACD أحد المؤشرات المعتمدة في التحليل الفني، ويعتمد على العلاقة بين متوسطين متحركين للتنبؤ بحركة الأسعار المستقبلية للأصل. يتكون المؤشر من خط MACD وخط الإشارة؛ يُحسب خط MACD بطرح EMA لـ26 يوماً من EMA لـ12 يوماً، ثم يُرسم فوق EMA لـ9 أيام (خط الإشارة). تعرض معظم المنصات أيضاً مخططاً عمودياً يوضح الفارق بين خط MACD وخط الإشارة.
من أهم استخدامات MACD رصد الانحراف بين السعر والمؤشر. فعلى سبيل المثال، إذا حقق السعر قمة جديدة بينما يكون MACD عند مستوى أقل، فهذا يدل على تراجع الزخم وقد يسبق انعكاس الاتجاه. كما يمكن للمتداولين مراقبة تقاطع خط MACD مع خط الإشارة؛ فعبور MACD من الأسفل إلى الأعلى يعد إشارة للشراء، والعكس إشارة للبيع.
غالباً ما يُدمج MACD مع RSI لأن كل مؤشر يقيس الزخم بطريقة مختلفة، ما يوفر رؤية تحليلية أكثر تكاملاً للسوق.
مؤشر القوة النسبية العشوائي (StochRSI) هو نسخة مشتقة من المؤشر القياسي RSI، يُستخدم لتتبع تغيرات الأسعار وتحديد حالات الشراء أو البيع المفرط. بخلاف RSI القياسي، يُحسب StochRSI استناداً إلى قيم RSI وليس الأسعار نفسها. يعتمد المؤشر على تطبيق صيغة المذبذب العشوائي على قيم RSI، وتكون الإعدادات القياسية بين 0 و1 (أو بين 0 و100).
ونظراً لحساسية StochRSI العالية، فإنه يولد إشارات تداول أكثر، لكن مع خطر أكبر لحدوث إشارات خاطئة. يكون المؤشر أكثر فعالية عندما تقترب قراءته من القيم القصوى: القراءة أعلى من 0.8 عادة تشير إلى شراء مفرط، وأقل من 0.2 تشير إلى بيع مفرط. تمثل القيمة 0 أدنى قيمة للـRSI خلال الفترة المرجعية (عادة 14 دورة)، بينما تعني القيمة 1 أعلى قيمة للـRSI خلال نفس الفترة.
من الضروري الإشارة إلى أن إشارات الشراء أو البيع المفرط في StochRSI لا تعني بالضرورة انعكاس السعر، بل فقط أن قيمة RSI تقترب من نهايتها القصوى. ونظراً لأن StochRSI أكثر حساسية من RSI القياسي، يجب على المتداولين الانتباه بشكل خاص لتصفية الإشارات الخاطئة عند استخدامه ضمن التحليل الفني.
Bollinger Bands هو مؤشر يُستخدم في التحليل الفني لقياس تقلبات السوق وحالات الشراء أو البيع المفرط. يتكون المؤشر من ثلاثة خطوط: الخط الأوسط (عادة المتوسط المتحرك البسيط)، والخط العلوي، والخط السفلي. يمثل الخطان العلوي والسفلي عادة انحرافين معياريين عن المتوسط المتحرك، وتختلف المسافة بينهما حسب درجة تقلب السوق.
كلما اقترب السعر من الخط العلوي، زادت احتمالية وجود حالة شراء مفرط، وكلما اقترب من الخط السفلي، زادت احتمالية وجود حالة بيع مفرط. غالباً ما يتحرك السعر بين الخطين، لكن في بعض الحالات قد يخترق هذه الحدود، ما يدل على أوضاع سوقية استثنائية.
من المفاهيم المهمة في التحليل الفني باستخدام Bollinger Bands ظاهرة "الضغط"، حيث تقترب الخطوط الثلاثة من بعضها بشكل كبير. وغالباً ما تظهر هذه الظاهرة أثناء انخفاض التقلبات، ويمكن أن تسبق تحركات سعرية قوية. وعلى العكس، عندما تتباعد الخطوط، قد يشير ذلك إلى تراجع متوقع في تقلبات السوق.
التحليل الفني هو أداة جوهرية للمتداولين والمستثمرين، حيث تمكنهم المؤشرات الفنية المتنوعة من رصد الاتجاهات، واكتشاف فرص التداول، وإدارة المخاطر. المؤشرات الخمسة التي تم تناولها في هذا المقال—RSI، المتوسط المتحرك، MACD، StochRSI، و Bollinger Bands—توفر كل منها رؤى فريدة حول الزخم، والاتجاه، والتقلب في السوق.
مع ذلك، يجب إدراك أن تفسير المؤشرات الفنية يحمل طابعاً ذاتياً وقد يؤدي إلى إشارات خاطئة أو مضللة. لذا من المهم عدم الاعتماد على مؤشر واحد فقط في اتخاذ القرار، بل توظيف مجموعة من المؤشرات الفنية إلى جانب التحليل الأساسي وأدوات أخرى للحصول على حكم متكامل. كما ينبغي الحذر من التأثر بالتحيز الشخصي عند اتخاذ القرارات والحفاظ على الموضوعية والدقة في التحليل.
أفضل وسيلة لإتقان التحليل الفني هي الممارسة المستمرة واكتساب الخبرة العملية. ينبغي للمتداولين اختبار وتطوير منهجياتهم التحليلية باستمرار خلال التداول، لبناء نظام فني خاص يتناسب مع أسلوبهم. وبالاستمرار في التعلم والممارسة، يمكن تحقيق أقصى استفادة من المؤشرات الفنية وتعزيز دقة القرارات الاستثمارية ونسبة النجاح.
التحليل الفني هو طريقة لتوقع اتجاه أسعار العملات الرقمية المستقبلية من خلال دراسة بيانات السوق السابقة والمخططات السعرية. يركز على الأسعار وحجم التداول وغيرها من بيانات السوق دون النظر إلى التحليل الأساسي، مما يساعد المتداولين على بناء استراتيجياتهم الاستثمارية.
يشمل التحليل الفني أربعة من المؤشرات الأكثر شيوعاً: مؤشر KD، مؤشر القوة النسبية (RSI)، معدل الانحراف، ومؤشر MACD. تساعد هذه المؤشرات المستثمرين في تحديد اتجاه الأسعار وإشارات التداول، وتعتمد على دراسة حركة الأسعار التاريخية لتوقع التحركات المستقبلية.
التحليل الفني ليس علماً إحصائياً بحتاً، لكنه يوظف الأساليب الإحصائية. يركز التحليل الفني على دراسة حركة الأسعار، وأحجام التداول، والإشارات الرسومية مثل الشموع اليابانية، لتوقع الاتجاهات من خلال التعرف على الأنماط، وهو تحليل تطبيقي يستند إلى سلوك السوق وليس إلى النظرية الإحصائية فقط.





